م.م. اسماعيل رحيم جبار _ كلية الطب البيطري _ فرع الاحياء المجهرية
يتواجد في العراق نوعان من القضاعات، القضاعة الأوراسيية (Lutra lutra) والقضاعة ذات الفراء الناعم (Lutrogale perspicillata maxwelli). مستوطنة في جنوب العراق وجاءت تسمية هذا النوع بسبب نعومة فرائها مقارنة ببقية أنواع القضاعات. قصة هذا الحيوان بدأت في خمسينيات القرن الماضي مع عالم التاريخ الطبيعي الاسكتلندي غافن ماكسويل الذي اكتشفه في سنة 1956 ليضيف اسم كائنٍ جديد إلى قائمة التنوع البايلوجي في العراق، حيث يفضل كلبِ الماء املس الفراء أو القضاعة ناعمة الفراء الأراضي المنخفضة و المستنقعات التي تكثر فيها النبتات كالقصب و البردي، الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة. وفي لندن أجريت دراسات تخصصية أظهرت بأنه حيوان فريد من نوعه، فأطلق عليه ماكسويل اسمه وهو المتخصص بدراسة القضاعات المائية المعروفة بـ “كلاب الماء”. يعتبر كلب الماء Iraqi smoothed otter من تراثنا العراقي. وتشير الدراسات إلى وجود ما بين 200 و900 من هذا الحيوان في الأهوار. وتؤدي مستويات المياه التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل خطير والصيد غير القانوني والإهمال إلى تراجع اعداده .وتعرض كلب الماء Lutrogale perspicillata maxwelli الى عدة انتكاسات وضعته في زاوية الحيوانات المهددة بالانقراض بدءاً منذ تسعينيات القرن الماضي وعمليات تجفيف الاهوار، ومن ثم تعرضه للصيد الجائر، لذلك ربما لعب كلب الماء “ماكسويل” دورا كبيراً في إضافة الأهوار العراقية إلى لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 2016، كمحمية طبيعية دولية، خشية انقراضه تماماً. حسب علماء البيئة تُعرف iraqi smoothed otter بكونها من “المؤشرات الحيوية” التي لا يمكن الاستهانة بأهميتها، وهي من الأنواع التي تُستخدم لتقييم صحة نظام بيئي كامل ولأنها على رأس السلسلة الغذائية في الأهوار العراقية، فهي تأكل الأسماك وأحيانا الطيور، مما يجعل وجودها يضمن التوازن. يتميز العراق بتنوع بيولوجي فريد من نوعه، لا سيما في منطقته الجنوبية، فهو موطن لتسع من أهم المناطق البيئية في الشرق الأوسط، يواجه اثنان منها خطر الانقراض. ويعتبر العراق موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات، وبعضها يستوطن فقط في العراق. وتشمل هذه الأنواع المستوطنة القضاعة العراقية ناعمة الفراء والرَكين طويل الذنب، وكلاهما مدرج في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.